24 أبريل 2024 08:53 15 شوال 1445
بوابة الكلمة رئيس التحرير محمد خضر
المحارب

العملاء إنتقموا من رئيس الوزراء لمقتل جنرال الإحتلال

عبدالناصر محمد يكتب: الإخوان يثأرون للإنجليز ويقتلون أحمد باشا ماهر

بوابة الكلمة

إحسان عبدالقدوس يزيف التاريخ فى رواية " فى بيتنا رجل"

أحد الأسباب الرئيسية التى دعت جنرالات الإحتلال لزراعة جماعة تابعة لها داخل المجتمع المصري هو سلاح المقاومة الذى إستخدمه عدد من رجال الوطن الشرفاء ضد الأساليب الغاشمة والتدخل السافر فى شئون المملكة المصرية من جانب الإحتلال تلك المقاومة التى زادت حدتها عقب ثورة ١٩ ومن أبرز أعمال المقاومة تلك العمليات الفدائية التى قامت جماعة سرية أنشأها أحد رموز ثورة ١٩ وهو عبدالرحمن فهمى وكان من أبرز أعضائها أحمد ماهر وصديقه الحميم محمود فهمى النقراشى.

وقد تمكنت المقاومة من إغتيال أثنين من عملاء الإنجليز وهما حسن عبدالرازق وإسماعيل زهدى وذلك عام ١٩٢٢ ولكن الإنجليز غضبوا بشدة حين تم إغتيال أحد الجنرالات الإنجليزية الكبرى وهو السردار " لى ستاك" وبعدها شن المحتلون حملات إعتقال واسعة لرموز المقاومة وتم إعتقال أحمد ماهر والنقراشى ووجهت لهما تهمة تشكيل جماعة سرية للإغتيالات السياسية وتهمة قتل السير " لى ستاك" وأوصت بإعدامهما ولولا تدخل الزعيم سعد زغلول ومطالبته بمحاكمتهما علنيا لتم تنفيذ حكم الإعدام فيهما.

وكلف سعد زغلول المحامى البارع فى ذلك الوقت مصطفى النحاس بتولى مهمة الدفاع عنهما وبعد مرافعات جليلة نجح النحاس فى إنتزاع حكم البراءة لعدم ثبوت الأدلة.

وبعد ذلك إستطاع أحمد ماهر إبن منطقة العباسية بالقاهرة من تمثيل الشعب فى مجلس النواب وحرص على تذليل العقبات أمام الجماهير وتوفير الخدمات لهم وأصبحت له شعبية جارفة لدرجة أنه حين كلفه الملك فاروق الأول بتشكيل الحكومة عام ١٩٤٤ خرج الآلاف فى مظاهرة حب وتأييد وإتجهوا إلى قصر عابدين لتوجيه الشكر والتحية للملك على الإختيار الموفق.

المشهد الأول

صاحب المقام الرفيع أحمد باشا ماهر رئيس الوزراء يتحمس لفكرة إعلان الحرب على أيا من دول المحور مثل اليابان نظرا لعدم وجود مصريين بها أى مجرد إعلان لن يدخل حيز التنفيذ حتى يتوافر لمصر شرط الإنضمام لعصبة الأمم التى سوف يتم تشكيلها عن طريق بريطانيا وأمريكا وروسيا وكان ذلك شرط للإنضمام وحتى يتسنى لمصر مطالبة الإنجليز بالجلاء.

المشهد الثانى

المخابرات الإنجليزية تأمر حسن البنا مرشد عام الإخوان بضرورة الإنتقام من أحمد ماهر ومحمود فهمى النقراشى لأنهما وراء إصرار مصر على جلاء الإنجليز وأيضا للأخذ بالثأر لمقتل السير " لى ستاك" والبنا بدوره يكلف رئيس التنظيم السرى عبدالرحمن السندى بوضع خطة لاغتيال ماهر بحجة تزوير الإنتخابات ضد البنا لصالح منافسه بدائرة الإسماعيلية وعلى الفور يضع السندى خطة لقتل ماهر ويكلف محام إخوانى شاب يدعى محمود العيسوى إنتمى إسما للحزب الوطنى للتمويه للتنفيذ بحجة أن ماهر كافر وعميل للإنجليز وسوف يورط البلاد فى الحرب مع اليابان !!

المشهد الحزين

عقارب الساعة تشير إلى تمام الثامنة فى ليلة شتوية يوم السبت ٢٤ فبراير عام ١٩٤٥ حيث يترقب الجميع موافقة مجلس النواب على قرار إعلان الحرب على اليابان وفى البهو الفرعونى يندس العيسوى بين الصحفيين المنتظرين للقرار يخرج أحمد ماهر من قاعة الجلسة مع النواب يقترب العيسوى منه شاهرا سلاحه ويطلق ٣ رصاصات قاتلة تستقر فى قلبه وصدره ليسقط رئيس الوزراء المناضل صريعا على أرض البرلمان الذى طالما شهد مطالباته وخطبه من أجل رقى الوطن.

المشهد المهيب

برصاصات العمالة والخسة والخيانة رحل صاحب المقام الرفيع أحمد باشا ماهر وخرج مئات الآلاف من أبناء الوطن فى وداع البطل الجسور الذى أستشهد غدرا كجندى باسل فى ميدان معركة الدفاع عن الوطن ولبست القاهرة ثوب الحزن على فقيدها العظيم وطافت الجنازة الرسمية شوارع القاهرة وكان يحيط بعربة المدفع التى أقلت جثمان الشهيد حرس البرلمان خاصة وأن الشهيد قضى مدة طويلة فى الحياة البرلمانية المصرية متجهة إلى الضريح القائم الآن أمام مستشفى دار الشفاء بشارع رمسيس وهو نفس الضريح الذى إستقبل فيما بعد جثمان رفيق دربه النقراشى باشا ووريت جثة الشهيد الثرى بعد أن لقيت روحه الطاهرة بارئها آمنة مطمئنة مستبشرة بالجنة وحسن الجزاء.

وفاضت المشاعر فى كثير من محافظات البلاد وأقيمت جنازات صامتة وخرجت الإسكندرية عن بكرة أبيها فى جنازة تعبيرية توديعا للشهيد أحمد باشا ماهر وهذا أكبر دليل على حب الشعب له بما يدحض إفتراءات الإخوان بأنه كان عميلا للسراى وللإنجليز وليس كما صوره الكاتب المزيف للتاريخ إحسان عبدالقدوس الذى حول الإرهابى القاتل إلى بطل قومى فى روايته الشهيرة " فى بيتنا رجل " و التى تحولت إلى فيلم سينمائى شهير أعطى إنطباعا للجماهير بأن رئيس الوزراء كان عميلا وخائنا.

المراجع

كتاب " بقايا ذكريات" للقطب الإخوانى الشيخ أحمد حسن الباقورى

كتاب " فقه السنة" الشيخ سيد سابق قطب إخوانى

كتاب " معالم الحق" للإمام الغزالى

أخطر مرجع كتاب " حقيقة التنظيم الخاص" مذكرات محمود الصباغ الرجل الثانى فى التنظيم الخاص.

أحمد باشا ماهر جماعة الدم إحسان عبدالقدوس