جاد الكريم يكتب: تدربوا.. على إدارة الأزمات

إننا جميعاً وقت الأزمة نرفع أيدينا الي السماء ونقول “ربنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه”، نعم يجب أن نرفع إيادينا ونطلب، ونعم سيلطف الله بنا ولكن فقط عندما نعرف كيف ندير الأزمة، ولكي نديرها بكفاءة، يجب أن نتدرب. إن الغرض الرئيسي من التدريب على الأزمات، هو التأكد من أن ردود أفعال جميع العاملين بأي مؤسسة سريعة جداً وصحيحة وطبيعية، وذلك نتيجة لحفظهم أدوارهم جيداً، بتكرار التدريب، وخاصة المفاجئ منه. لا تستطيع دولة في العالم مهما كانت قوتها أن تمنع حدوث الأزمة، لأن الكثير منها أقدار كالكوارث الطبيعية، ولكن تستطيع أن تقلل من خسائرها وتحد من تأثيراتها، وذلك بالتدريب على سيناريوهاتها المتعددة، ويكون الغرض الحقيقي الذي نتدرب من أجله، أنه وقت حدوث الأزمة، يجب أن يكون هناك محاولة للسيطرة على الأزمة ومنع تفاقمها وتقليل خسائرها، وإعادة المؤسسة إلى وضع التشغيل العادي بأسرع وقت ممكن. ويظل عالم الطيران هو عالم السرعات العالية، والارتفاعات العالية، والتعامل مع الكثير من العوامل الخطيرة، مما يحتم ضرورة تأكيد التدريب علي الأحداث الطارئة، وأيضاً المطارات المصرية هي – والحمد لله- مطارات مجهزة ومدربة على كيفية مواجهة الأزمات ولديها خلال الأعوام السابقة الكثير من تجارب الطوارئ والأزمات المعلنة والمتعددة، وتظهر فيها الكفاءة العالية لكل العناصر المشتركة في الأداء، مما يؤهلها لمواجهة الأزمات الحقيقية عند حدوثها، ولكن بشرط أن يتم تنفيذ مبدأ التدريب الذي لا يتوقف Non Stop Training”” حتى يتم التعامل مع الأزمة بطريقة آلية، وكل يلعب دورة المحفوظ والمخطط له. وما ذكرته هو قدر ضئيل من علم واسع أسمه “إدارة الأزمات”، ولكن هذا هو ما سمحت به المساحة المخصصة للمقالة. أخيراً، أؤكد أن التدريب على إدارة الأزمات ووضع السيناريوهات المسبقة هو الأهم للسيطرة على الحدث من أجل إنقاذ أرواح بريئة وهي أعظم أعمال الإنسانية، أتذكرون حادث الطائرة الليبية منذ عدة سنوات، والتي راح ضحيتها جميع الركاب عدا طفلة، تبلغ من العمر عدة شهور وجدت على قطعة من حطام الطائرة عائمة في عرض البحر وكانت الفرحة عارمة لدى البشرية جمعاء بالرغم من مقتل باقي الركاب. بسم الله الرحمن الرحيم “ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً” صدق الله العظيم طيار/ جاد الكريم نصر محمد الطرابيلي رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للمطارات السابق