13 أكتوبر 2025 20:00 20 ربيع آخر 1447
بوابة الكلمة رئيس التحرير محمد خضر
أخبار وتقارير

بمناسبة الاحتفال بيوم الأغذية العالمي

رابطة العالم الإسلامي فاعل دولي في الإغاثة الغذائية د. المحجوب بنسعيد الشبكة الدولية للصحافيين العرب والأفارقة

بوابة الكلمة

يحتفل المجتمع الدولي يوم 16 أكتوبر من كل سنة بيوم الأغذية العالمي الذي يصادف هذه السنة الذكرى السنوية الثمانين لتأسيس منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)،. ويتم الاحتفال هذا العام تحت شعار "يدًا بيد من أجل أغذية ومستقبل أفضل" من خلال تنظيم عدد كبير من مئات الفعاليّات وأنشطة التوعية في جميع أنحاء العالم. ودعا يوم الأغذية العالمي 2025 إلى التعاون على نطاق العالم لبناء مستقبل سلمي ومستدام ومزدهر وآمن غذائيًا. ومن خلال العمل معًا، في شتى الحكومات والمنظمات والقطاعات والمجتمعات المحلية، دعت منظمة الأغذية والزراعة إلى تحويل النظم الزراعية والغذائية من أجل ضمان حصول الجميع على نمط غذائي صحي، والعيش في وئام مع كوكب الأرض.
وأكدت منظمة الأغذية والزراعة أنه في بعض المناطق، وصل انعدام الأمن الغذائي إلى مستويات عالية ومخيفة ، وبلغ عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع حوالي 673 مليون شخـص. وفي أماكن أخرى، يشير ارتفاع مستويات السمنة وانتشار المهدر من الأغذية على نطاق واسع إلى وجود نظام غير متوازن ، حيث تتعايش الوفرة والعوز جنبًا إلى جنب في كثير من الأحيان . وأشارت منظمة الأغذية والزراعة أن احتياجات الأعداد المتزايدة من السكان تستدعي عملًا جماعيًا - عبر الحدود والقطاعات والأجيال . ولعل أحوج السكان اليوم للتدخل الدولي المستدام والعمل الجماعي سكان غزة المنكوبة الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية أكثر من سنة ونصف بسبب الممارسات العدوانية وغير الإنسانية لقوات الاحتلال الإسرائيلي .
وتعد رابطة العالم الإسلامي من المنظمات الدولية التي اهتمت بتوزيع المساعدات الغذائية على المحتاجين ، بغض النظر عن دينهم وانتمائهم الثقافي والجغرافي ، حيث تحرص الرابطة على مد جسور التعاون الإسلامي والإنساني مع الجميع، انطلاقا من ميثاقها الذي يدعو " الأمم عامة إلى التسابق في ميدان العمل لخير البشرية وإسعادها وتحقيق العدالة بين أفرادها وايجاد المجتمع الإنساني الأفضل، ومساندة كل ما يدعو إلى الخير " . لقد نفذت رابطة العالم الإسلامي كثيرا من المبادرات الخيرية عبر أقطار العالم لفائدة المحتاجين في الدول الفقيرة خاصة في القارة الأفريقية ، وذلك في إطار مساعيها الهادفة إلى التعريف بالقيم الإسلامية الصحيحة والنبيلة في بعدها الإنساني والحضاري وفي تطابقها التام مع القيم الإنسانية المشتركة . كما حرصت الرابطة ، بتوجيهات من أمينها العام فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى ، على ترسيخ مفهوم الأسرة الإنسانية الواحدة التي تقوم على المحبة والتعاون في بناء المجتمع الحضاري، ومحاربة أي شكل من أشكال الإساءة إلى هذه الأسرة في وئامها وتقاربها وتعاونها وتحابها بمختلف أديانها وأعراقها وثقافاتها ودولها.
وفي مناسبات عديدة أكد الأمين العام للرابطة أن خدماتها " لا تفرق بين دين ودين، ولا عرق وعرق، بل تقدم خدماتها الإنسانية للجميع أياً كانت أديانهم، وأياً كانت أعراقهم وأياً كانت بلدانهم، وأن هذا يمثل قيمة أخلاقية عليا في دين الإسلام تترجمها أكثر أن الإسلام لا يساوم في ما يبذل لوجه الله تعالى ولا ينتظر ثناء ولا شكرا من أحد". في هذا السياق ، حرصت الرابطة على تحقيق ما دعت إليه وثيقة مكة المكرمة التي أكدت أن " تعزيز مبادرات وبرامج مكافحة الجوع ، والفقر ، والمرض، والجهل ، والتمييز العنصري ، والتدهور البيئي ، منوط بتضامن الجهات المسؤولة كافة ، الحكومية والأممية والأهلية والناشطين ذوي الصلة في خدمة العمل الإنساني، وصيانة كرامة الإنسان وحفظ حقوقه "
وانطلاقًا من رسالة الرحمة للعالمين ، نفذت الرابطة العديد من البرامج الإغاثية والغذائية في أكثر من 95 دولة في مختلف بقاع العالم ، شملت توزيع سلال غذائية للمتضررين من الكوارث الطبيعية أو النزاعات، ودعم الأسر المحتاجة والنازحين، بالإضافة إلى مشاريع تنموية مستدامة مثل مشاريع المياه. وتستهدف هذه البرامج الوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين، خصوصاً في المناطق الأكثر احتياجاً، من خلال التنسيق مع الجهات الرسمية في تلك البلدان. ومن هذه البرامج الإغاثية والغذائية توزيع سلال تحتوي على المواد الغذائية الأساسية على العائلات المتضررة من الفيضانات والنزاعات أو خلال شهر رمضان.
وخلال سنة 2025 الجارية ، واستجابة عاجلة لطلب الحكومة الموريتانية نفذت الرابطة برنامجَ توزيع السّلال الغذائية في موريتانيا، بالتنسيقِ مع الجهات المختصّة، للتخفيف من الأضرار الجسيمة التي خلَّفتها السيولُ والفيضانات، والتي تسبَّبَت في انهيار منازل وتضرُّرِ آلاف الأسر. وفي جمهورية السودان يواصل مكتب الرابطة تنفيذ برامجَه الإغاثية والطبيّة من دون توقفٍ رغم كلّ التحديات الناجمة عن الحرب، بالتنسيق المباشر مع الجهات المختصة. وفي إقليم "الروهينغا"، وزعت الرابطة السلال الغذائية على النازحين قسرًا ووفرت بهذا العمل الإنساني الإغاثي الاحتياجات الغذائية الأساسية لآلاف المستفيدين، وذلك بالتنسيق والتعاون مع الجهات المُختصّة الحكومية والأممية . وفي الموزمبيق وزعت الرابطة المواد العذائية والإيوائية على آلاف الأسر المتضررة من الفيضانات والسيول التي اجتاحت البلاد .إلى جانب هذه المساعدات الإنسانية ، تواصل رابطة لعالم الإسلامي تنفيذ برنامج السلة الرمضانية السنوي الذي استفاد منه أكثر من 200 ألفِ محتاج عبر العالم. ويشمل هذا البرنامج تسليم الاحتياجات الغذائية التي تكفي الأسر المحتاجة طيلة شهر رمضان ، بالتنسيق المباشر مع الحكومات والمنظمات الدولية.
وفي مجال التعاون والتنسيق والشراكة مع المنظمات الدولية المختصة ، وقعت الرابطة في أبريل 2023 اتفاقية مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وهو أكبر شبكة للمساعدات الإنسانية في العالم، تضم 192 جمعية وطنية ونحو 15 مليون متطوع. كما تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الهيئة العالمية للإغاثة والرعاية والتنمية هي إحدى الهيئات التابعة لرابطة العالم الإسلامي، وقد تأسست عام 1979 بقرار من المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي. وتُعرف أيضًا بـ الهيئة العالمية للإغاثة الإسلامية العالمية سابقاً. وهي هيئة خيرية تقدم خدماتها في مجالات الإغاثة والتنمية في مختلف أنحاء العالم. وتسعى الهيئة إلى تقديم المساعدات الإغاثية والتعليمية والاجتماعية والصحية والتنموية للمحتاجين والمنكوبين حول العالم ، وتعمل على نطاق دولي ولها مكاتب وممثلون في عدد من الدول حول العالم. كما تتعاون رابطة العالم الإسلامي مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والبنك الإسلامي للتنمية، وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمات أخرى لتحقيق الأمن الغذائي في الدول الإسلامية، خاصة في مجال دعم صغار المزارعين، وتعزيز التجارة الزراعية، والاستجابة للأزمات الإنسانية والحد من المجاعات وسوء التغذية.