8 أكتوبر 2024 14:17 4 ربيع آخر 1446
بوابة الكلمة رئيس التحرير محمد خضر
مقالات

مساعد الليثى يكتب: وداعاً هشام جاد.. الإنسان الصادق والأستاذ المهني

بوابة الكلمة

فقدت الصحافة المصرية وفقدت بشكل شخصي قامة كبيرة وأستاذاً عظيماً تعلمت منه الكثير مهنياً وإنسانياً، الكاتب الصحفي الكبير هشام جاد لم يكن مجرد أستاذ عادي ولكنه كان بمثابة أب أو أخ كبير، لم يتعامل معي ومع غيري ممن تشرفوا بالعمل معه بمنطق الأستاذ أو رئيس التحرير الذي يوجه زملاءه مهنياً فقط، ولكنه كان "رحمه الله" كتلة من النقاء والإنسانية والوضوح والصراحة، التي كانت كافية لنتعلم منه القيم النبيلة قبل تعلم القواعد المهنية.

الأستاذ الكبير هشام جاد كان قوياً في الحق لا يخشى فيه لومة لائم، كان حاداً رغم رقة قلبه عندما يتعلق الأمر بالمبادئ العامة أو القواعد المهنية أو الثوابت الوطنية، كان عزيز النفس شامخاً في كل مواقفه، يساعد الجميع ولا يطلب شيئاً لنفسه، يحترم الجميع ولا يهاب أحد مهما كان وضعه أو منصبه، لذلك أصبح هشام جاد من الشخصيات القليلة التي حصلت بالإجماع على احترام وتقدير الجميع ممن سبقوه من رواد المهنة وأساتذتها وممن عاصروه من زملائه وممن تعلموا منه من شباب الصحفيين، هشام جاد حصل على احترام وتقدير كل الأجيال بلا استثناء.

بشكل شخصي كان الأستاذ الكبير هشام جاد من بين عدد قليل من الأساتذة الذين ألجأ إليهم عند اتخاذ قرارات هامة أو مصيرية، وكان الوحيد الذي يتحدث بلا مجاملة من القلب فكان حديثه يصل إلى القلب، كنت في بعض الأحيان ألجأ إلى الصديق والزميل عصام هشام جاد ليستكشف رأي الأستاذ في أمر ما قبل أن أتحدث معه فيه بشكل مباشر فأجده يبادر بالاتصال والنصح والإرشاد بكل حب وصدق وإخلاص.

اللهم ارحم أستاذنا الكبير المحترم برحمتك الواسعة واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة يا رب العالمين، وارزقنا وكل محبيه الصبر والسلوان يا رب العالمين.

مساعد الليثى يكتب وداعاً هشام جاد الإنسان الصادق والأستاذ المهني