19 مارس 2024 05:51 9 رمضان 1445
بوابة الكلمة رئيس التحرير محمد خضر
أخبار وتقارير

عادات وتقاليد حضارة المايا

بوابة الكلمة

تعتبر حضارة المايا أحد أهم حضارات العالم القديم، وتعود أهميتها للتقدم الذي عاشه أهلها كان سابقًا لعصره، وضمت الحضارة تجمعات سكنية في العديد من المناطق في أمريكا الوسطى، وشهدت ازدهارًا على المستوى المعماري، الزراعي، الاقتصادي، والفني، ومن أولى الحضارات التي اعتمدت نظامًا من أجل تحديد مواسم الزراعة، وكان هو نظام الروزنامة الفلكي، وسنتحدث في مقال اليوم عن كل ما يخص العادات والتقاليد لحضارة المايا.

حضارة المايا

تكوين الحضارات ليس بالشأن السهل، ولا يمكن أن نطلق على تجمعًا سكنيًا مسمى قيام حضارة إلى بعد أن يقدم أهله تقدمًا على العديد من الأصعدة، والتي توفر له التنمية المستدامة، على المستوى الثقافي والزراعي، إضافة إلى تمتع شعبها بالأمن والأمان وعدم التعرض للاحتلال، مما يمنحها القوة العسكرية والاقتصادية.

كما كشف العالم قسطنطين رافينز بأن شعب المايا من أوائل الشعوب التي استخدمت الأرقام، بعدما فك رموز أرقام المايا عام 1832، بينما يرى الدكتور رامون أرزابالو مارين بأننا مازال لدينا الكثير لفهم لغة المايا بشكل كامل، فعلى الرغم أنهم سجلوا كل شئ بلغة موحدة، إلا أن هناك العديد من الإخفاقات في عملية فك تلك الرموز.

عادات وتقاليد حضارة المايا

تنوعت عادات وتقاليد حضارة المايا باختلاف مناطقها ما بين العادات الفكرية، والعادات الثقافية، وأيضًا العادات والمعتقدات الدينية، ويمكن تقسيم هذا في النقاط التالية:

v الاعتقادات الفكرية

كان يعتقد أهل المايا بأن الأرض مسطحة، وأن الأرض بكاملها على ظهر تمساح كبير، وللحفاظ على الآمان فكان لابد من تقديم الأضحية بشكل سنوي للآلهة.

v لعب الكرة

احتوت الاكتشافات التي عثر عليها الباحثون على ساحات للعب الكرة، وإقامة المباريات بالحجارة التي كانت تختلف في حجمها وشكلها، وكانت مساحة هذه الملاعب حوالي 25 قدمًا عرض، و75 قدم طول.

v المعمار

اهتم الماياويون القدامى ببناء المعابد لمعتقداتهم الدينية المتعددة، وأيضًا بناء القصور، واعتمدوا بناء الأهرامات المدرجة لتقديم الأضاحي للآلهة.

v العادات الثقافية والفنية

تعتبر العادات الفنية والثقافية لشعب المايا متطورة ومتقدمة، حيث كشفت الدراسات وعمليات التنقيب عن بنائهم للعديد من المسارح، التي كان يقام عليها فن الرقص، وإقامة الشعائر الجنائزية، كما قدموا العديد من اللوحات التي تصور حياتهم اليومية، والملابس الرسمية.

v التقاليد والمعتقدات الدينية

وصلت عدد آلهة شعب المايا إلى 160 إله، ولكن أبرزهم كانوا 6 آلهة تم وضعهم في شكل هرمي ولكل سلطته، فهناك هوناب كو والذي اعتبروه خالق كل شئ، إتزامنا إله السماء والليل والنهار وكوكولكام إله الرياح، و شاك إله المطر، و واكاكس يول كأويل إله الزراعة، و يم كاكس إله الحرب.

وكان للدين أهمية كبيرة عند شعب المايا، وآمنوا بأن الكون مكون من ثلاثة طبقات، وأن هناك عالمًا سفليًا مكون من كهوف، وهناك السماء والأرض في الوسط، وكانوا يؤمنوا بضرورة تقديم الأضاحي للآلهة خاصًة في فترات المجاعات والأوبئة والأمراض.

وكانت الشعائر الدينية تقتصر على ارتداء أفضل الملابس، والمشاركة في حفلات من الرقص الجماعي والغناء يحضرها أفراد الأسرة الحاكمة.

v الحلي والملابس

يمكن وضع هذه الجزئية في سياق بأن الحلي والمجوهرات والملابس كانت تختلف، باختلاف الطبقة الاجتماعية، فالعامة والعبيد كانوا محرومين من ارتداء الثياب الفاخرة، والحلي والمجوهرات، بينما اقتصرت الملابس الفاخرة زاهية الألوان، والحلي على الطبقات الحاكمة، والطبقات الغنية.

v الموت

احترم أهل المايا الموت، وكانوا من الشعوب الأوائل الذين اعتمدوا طريقة دفن الميت، ولكن كان يتم دفنه داخل منزله، أو في الباحة الخلفية من المنزل، حتى يكون شاعرًا بأهل بيته في عالمه الآخر، والعامة كان يتم دفن أصنام من الجص معهم للآلهة التي كانوا يعبدونها في حياتهم، بينما الكهنة كانت تقتصر مقابرهم على دفن الكتب المقدسة معهم.

بينما كانت طبقة النبلاء يتم حرق جثثهم، أو يتم دفنهم في أضرحة كبيرة داخل أسوار قصورهم، فيما بعد ومع التطور كان يتم تحنيط رؤوس الأموات من طبقة النبلاء.

في الختام كل ما تم ذكره يعرفك أن كيف لهذه الحضارة رغم اختلاف لغات شعبها فيما بينهم، أن تدرك قيمة التدرج الاجتماعي، وتوظفه لخدمة معتقداتها الدينية، لتحقيق تنمية مستدامة سواءًا كانت تنمية معمارية، ثقافية، زراعية، أو حتى اقتصادية، نجحت في تخليد ذكراها ونفسها حتى يومنا الحالي مازلنا نحاول التعرف بشكل أكبر عن عظمة هذه الحضارة، التي دامت لآلاف السنين.