6 سبتمبر 2025 19:18 13 ربيع أول 1447
بوابة الكلمة رئيس التحرير محمد خضر
أخبار وتقارير

كلمة مصر في اجتماع الدورة 157 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزارى

بوابة الكلمة

أصحاب السمو والمعالي وزراء خارجية الدول العربية الشقيقة.

معالي السيد/ أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية.

السيدات والسادة

الحضور الكريم

يُسعدني أن أرحب بكم مُجدداً في بلدكم الثاني مصر، لافتتاح اجتماعات الدورة العادية 157 لمجلس جامعة الدول العربية على المستوي الوزاري، وبأن أتوجه بخالص التقدير لمعالي السيد/ أحمد أبو الغيط والسيدات والسادة أعضاء الأمانة العامة، ووفود المندوبيات، على عملهم الحثيث والمخلص من أجل تعميق أواصر التعاون بين الأشقاء والارتقاء بالعمل العربي المُشترك.

يُسعدني كذلك أن أتوجه بالشكر لأخي معالي الوزير أحمد ناصر المحمد الصباح وزير خارجية دولة الكويت الشقيقة، على إنجاح اجتماعات الدورة 156 والاجتماع التشاوري في الكويت، والدورة غير العادية على مستوى المندوبين الدائمين لإدانة هجمات جماعة الحوثي الإرهابية على أراضي الامارات العربية الشقيقة، وأيضاً الدورة غير العادية على مستوى المندوبين الدائمين لمناقشة الأزمة في أوكرانيا، وإدارة المجلس بكفاءة وإخلاص مشهود لهما، كما يطيب لي في هذا السياق أن أهنئ لبنان الشقيق على تولي رئاسة المجلس متمنياً لأخي معالي الوزير عبد الله بو حبيب السداد والتوفيق في إدارة المجلس.

أصحاب السمو والمعالي،

نجتمع اليوم والمتغيرات الدولية والإقليمية المتلاحقة تؤكد لنا بوضوح أن الحديث عن وحدة المصير العربي لم يعد ترفاً، بل أصبح عنوان الحقيقة الماثلة أمام أعيننا، بما يرتبه ذلك من مسئوليات علينا ألا ندخر جهداً في الاضطلاع بها، بهدف توحيد جهودنا وإمكاناتنا العربية لمواجهة مهددات الأمن والاستقرار العربي، متنوعة الصور والأنماط.

أصحاب السمو والمعالي؛

لقد استحوذت الأزمة في أوكرانيا على اهتمام المجتمع الدولي بأسره خلال الأيام الماضية؛ وبما فرضه ذلك من تداعيات على السلم والأمن الدوليين، فضلاً عما نلمسه من آثار سلبية على الاقتصاد العالمي الذي لم يتعاف بعد من الآثار شديدة السلبية لجائحة الكورونا وتبعاتها، وآثارها على الجوانب الإنسانية المرتبطة بالأزمة والمتجاوزة لها.

إنني أثني في هذا الصدد على الاستجابة السريعة من الدول العربية للدعوة التي وجهتها مصر لعقد اجتماع لمجلس جامعة الدول العربية على مستوي المندوبين الدائمين يوم 28 فبراير 2022 للنظر في الأزمة، وخروج الاجتماع بتوصية بتشكيل مجموعة اتصال عربية على المستوي الوزاري لإجراء المشاورات والاتصالات اللازمة مع الأطراف المعنية سعياً نحو التوصل إلى حلول دبلوماسية مناسبة ومقبولة.

ستلقى هذه الأزمة العالمية بظلالها على منطقتنا ودولنا، سواء فيما يتعلق بشقها السياسي والأمني، أو في تبعاتها الاقتصادية التي بدأنا في لمس آثارها بالفعل. ولعل خطورة ذلك تكمن في أن الاقتصاد العالمي لم يعبر بعد من مرحلة أزمة جائحة كورونا وما سببته من آثار وتبعات، وفى ضوء ما تمر به العديد من الدول العربية من أزمات لها أثرها المعروف والملموس على أوضاعها الاقتصادية والإنسانية.

إن التعامل الحكيم مع هذه الأزمة وتبعاتها يستلزم المزيد من التعاون والتنسيق العربي المشترك، وتوحيد الجهود اللازمة لتخطيها وتفادي آثارها المباشرة وغير المباشرة على الدول والشعوب العربية بقدر الإمكان.

الحضور الكرام،

إذا كنا جميعاً متفقون على خطورة المهددات التقليدية وتبعاتها المباشرة على أوضاعنا السياسية والاقتصادية، فإن تغير المناخ لا يقل خطورة في تبعاته وآثاره، خاصةً على دولنا العربية التي تعاني أكثر من غيرها من ندرة المياه والتصحر وارتفاع درجات الحرارة والتبعات السلبية لذلك على كافة الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية.

من هذا المنطلق، فإن مصر تعتزم أن تكون استضافتها للدورة الـ 27 لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ في نوفمبر 2022 نقطة تحول على صعيد عمل المناخ الدولي من مرحلة الوعود والتعهدات إلى مرحلة التنفيذ الفعلي على الأرض للمساهمات المُحددة وطنياً وفق اتفاق باريس، خاصةً فيما يتعلق بجهود خفض الانبعاثات ودعم قدرات الدول النامية على التكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ والحصول على التمويل اللازم لذلك. وفي هذا الإطار، فإن مصر ستعمل بالتنسيق مع كافة الدول العربية لضمان أن تحظي الجوانب ذات الأولوية للمنطقة العربية بالتركيز اللازم خلال المؤتمر، على نحو يساهم في الخروج بنتائج إيجابية تدعم عمل المناخ في منطقتنا وتساهم في تعزيز قدرتنا على الاستجابة للتحديات مُتعددة الأبعاد المرتبطة بتغير المناخ.

وأود هنا أيضاً أن أُشيد بالدور الهام الذي تلعبه المجموعة العربية لمفاوضي تغير المناخ، والتي بدأ فريق رئاسة المؤتمر المصري بالفعل في التنسيق معها للتعرف على شواغل وأولويات الدول العربية، كما أود أيضاً أن أعرب عن تقديري للدور الذي تقوم به الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في دعم المجموعة، وبما مكنها من الدفاع عن مصالح الدول العربية بشكل فعال ومؤثر على مدار السنوات الماضية.

وبهذه المناسبة، أود التأكيد على تطلع مصر لاستقبال أصحاب الجلالة والفخامة والسمو القادة العرب في قمة رؤساء الدول والحكومات التي نعتزم الدعوة إليها خلال المؤتمر، وذلك للتأكيد على التزامنا السياسي تجاه دعم جهود مواجهة تغير المناخ والبناء على الزخم الدولي في هذا الشأن.

أصحاب السمو والمعالي،

ستظل القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية. وسيظل موقفنا الراسخ هو دعم حقوق الشعب الفلسطيني في الحصول على دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967.

لقد تابعت مصر جهودها المستمرة لنصرة القضية الفلسطينية، وحرصت على بذل ما يمكن من جهد لإبقاء القضية على أجندة المجتمع الدولي، حيث تستمر مصر في تنسيقها مع كل من الاشقاء في الأردن وفلسطين لتوحيد الرؤى وتنسيق المواقف بشأن التحديات والمستجدات على الساحة الفلسطينية، كما تستمر جهودنا في المسار الدولي لتحقيق ذات الهدف، والتي كان آخرها خلال الاجتماع الأخير

كلمة مصر اجتماع الدورة 157 لمجلس جامعة الدول العربية المستوى الوزارى