”رصاص وأقلام رصاص” رواية للكاتب والمترجم محمد إسماعيل

صدرت، عن دار اقتباس للنشر الحديث، رواية "رصاص وأقلام رصاص" للكاتب والمترجم محمد إسماعيل، والتي تتناول أحداثها أكثر من قصة حب، أبرزها قصة حب الشعب المصري لتراب الكنانة الذي أنبتَ ولا يزال ينبتُ الفرسان الحقيقيين في شتى المجالات، وتبرز الرواية وعي المصريين بتعقيدات المصالح التي ما تكاد تلتقي حتى تفترق، ثم تعيد الكرّة دونما ملل، فهذا الشعب يعلم علم اليقين أنه إذا كانت الفضيلة تدعونا لنغفر لأعدائنا، وحتى إذا سامحنا وغفرنا، فلا شك أن الحكمة تدعونا لعدم نسيان ما فعلوا، ولا لأي أسباب رضخوا في نهاية المطاف لما انتصرت كلمتنا، ولا شك أن الفطنة تدعونا لنفكر ماذا كان أعداؤنا سيفعلون بنا إذا – لا قدر الله - نالوا منا أو شاء القدر أن تكون لهم اليد العليا علينا.
أفلتت الرواية من فخ الشخصنة، فلم تذكر دولة بالاسم، يكفي الإشارة إليها باسم كوكوكوكو كثيرة الصياح، فالشعب المصري يتوق للحرية، ويعرف قيمتها ومسؤوليتها، ولكن عندما يتحدث عن الحرية متحدث مريب، بسرعة البرق، يفطن الشعب الواعي صاحب أقدم تجربة نيابية في منطقته: "أنظر من يتحدث؟!"، إلا أن الرواية لم تفلت من التعبير صراحة عن حب جارف للإمارات الشقيقة ووقفتها التي لا تنسى بجانب مصر الدولة، والشعب.
تتصدى الرواية للصائحين والمتشدقين بالحرية، خاصة عندما يكون صياحهم مدفوع الأجر، فتلاميذ الشيخ الفرصاوي، الداعية الدموي، ليس في قلوبهم لمصر إلا البغضاء والكراهية، ولكن هل يستسلم سعد أم يلجأ للحيلة والتدبير ليسترد محبوبته؟