15 سبتمبر 2025 05:39 22 ربيع أول 1447
بوابة الكلمة رئيس التحرير محمد خضر

تايمز البريطانية ومحاولات جر ليبيا إلى القاع

بوابة الكلمة

محاولات الإعلام والصحافة الغربية طمس الحقائق ونشر المعلومات الزائفة تتزايد يوماً بعد يوم، والهدف منها خلق أزمات سياسية مابين الدول للإستفادة من حالة الفوضى الدبلوماسية التي قد تحدث في بلدٍ ما.

فاليوم نجد صحيفة تايمز البريطانية تنشر مقالاً نسبت ما قيل فيه إلى رئيس حكومة الإستقرار الليبي المُكلف من مجلس النواب، فتحي باشاغا، وأظهرت باشاغا على أنه مستعد للتخلي عن كل ما هو مِلك للشعب الليبي فقط من أجل نيل رضا الممكلة المتحدة وعلى إستعداد لتسخير ليبيا ومواردها من أجل مجابهة العملية العسكرية الخاصة التي شنتها روسيا في أوكرانيا.

وقد جاء في مقال تايمز المزيف تحت عنوان "ليبيا تريد الوقوف مع بريطانيا ضد العدوان الروسي"، بأن باشاغا عرض، وفقاً للمقال المنشور، المساعدة فى تعويض النقص بالنفط الروسي والمساعدة على تخفيض أسعار الوقود في بريطانيا.

كما أكد بأن ليبيا هي خط مواجهة ضد روسيا نظراً لوجود قوات الشركة العسكرية الروسية الخاصة فاغنر في بلاده. حيث قال: "اليوم يواجه بلدي معركة صعبة، ففي الوقت الذي تواجه فيه القوات الأوكرانية روسيا بالصواريخ البريطانية، تقاتل ليبيا في نفس المعركة".

ولم يمضي وقت طويل حتى تبيّن أن صحيفة تايمز البريطانية نشرت مقالاً مُزيفاً على لسان فتحي باشاغا الذي نفى صحة هذا المقال عبر تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر والتي جاء فيها: "فوجئت بمقال منسوب لي منشور على صحيفة التايمز الإنجليزية، أتمنى من هذه الصحيفة العريقة والمحترمة تحري الدقة لتفادي التورط في نشر مقالات مكذوبة".

تغريدة باشاغا أظهرت مدى التضليل الإعلامي الذي يُمارسه الغرب من أجل توجيه العالم أجمع للوقوف ضد العملية العسكرية التي شنتها روسيا في أوكرانيا، والتي هي في حقيقة الأمر جاءت للدفاع عن آلاف المدنيين الأوكران الرافضين لنظام الحكم في البلاد، والذين على مدار 8 سنوات تعرضوا للقمع والقتل والتعذيب على يد الحكومة الاوكرانية برئاسة فولوديمير زيلينسكي.

وبريطانيا وعلى مدار هذه السنوات إلتزمت الصمت ولم تتطرق للموضوع، ومع بدء العملية العسكرية الروسية، كانت أول الداعمين بالعتاد والمال للحكومة الأوكرانية، بل ودعا رئيس وزراء بريطانيا، بوريس جونسون، الجميع للتوجه والقتال إلى جانب القوات الأوكرانية.

ومقال صحيفة تايمز المُفبرك هو محاولة فاشلة جديدة لجذب ليبيا إلى حرب سياسية هي في غنى عنها، والهدف من جر ليبيا إلى هذه الحرب هو تعميق الأزمة السياسية في البلد الأفريقي الغني بالنفط. فمع إنتخاب مجلس النواب الليبي لفتحي باشاغا رئيساً للحكومة المؤقتة أصبحت ليبيا على مقربة من إستعادة أمنها وإستقرارها وإجراء إنتخابات رئاسية، وهو أمر يتعارض مع مصالح الدولة التي عُرفت في الماضي بالإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.

المزيد

1