19 أبريل 2024 04:02 10 شوال 1445
بوابة الكلمة رئيس التحرير محمد خضر
مقالات

أحبك.. ليست إلا ”عقد”

بوابة الكلمة

كلمة أحبك ما هي إلا "عقد" يُملؤ بالخير أو ينكسر وينحسر بالكذب.

ومن قال أو سمع وشعر وتلقى كلمة "أحبك" يجدها عقداً يُذِّكر بها نفسه طيلة الليل وعندما يتنفس الصباح. فعندما يرتبط الطرفان ارتباط كاملاً يظل مترتباً على وعدهم الأولي الملزم، فأصبحوا منفذين لما أقروا به طوال فترة تعارفهم، وهو الجزء التمهيدي الذي لا يتجزأ العقد عنه وإن أخل به شيء فسد باقي التعاقد.

ومن يجد نفسه هباء الريح بلا تنفيذ الوعد وتطبيق عقده في كلمته التي قالها، أو التي سمعها، سيرى ويكتشف أنه كان عقداً كاذباً أصابه السوء منذ بدايته بجدية.

وعند رجوعنا إلى عيوب الإرادة في التعاقد سنجد منها: الغلط والتدليس.

فالغلط: "وهم" يقع فيه الشخص يدفعه للتعاقد.

والتدليس: استعمال طرق احتيالية تُوقع المتعاقد الآخر في غلط يدفعه للتعاقد.

وإن رجعنا للمعنى النفسى الصحيح لمفهوم "أحبك" مع العامة نجدها كلمة يبدأ ويتمم بها العقد، ومن ذلك ما قاله الفنان الراحل أحمد زكي في فيلمه "اضحك الصورة تطلع حلوة": "كلمة أنا بحبك عقد.. اللمسة عقد.. النظرة عقد.. الوعد بالجواز ده أكبر عقد.. الكلمة.. الكلمة عقد.. الكلمة ياخونا هي العقد".

وباحتكامنا إلى شريعتنا الإسلامية سنجد أن الشيء الوحيد الذي يُعبر فيه الصمت على القبول هو "الزواج"، ليس للجبر والإرغام عليه بل لأن الصمت في هذا الموقف ينُم عن خجل لا أكثر، ويدل على القبول.

فمن يجد نهاية مطاف زواجه، أو خطبته، أو ارتباطه الروحي بالفشل .. لا يسمى آن ذاك بالحب ولا يُدرج في كتاب التجارب ولا يميز بالفشل أو النجاح، بل كانت البداية خطأ أصاب أحد الأطراف إن كان بتوهمه أو إيهامه بشيء من الطرف الآخر.

لذا لا تعد هذه التجارب وإن طالت سنين العمر أو المشاعر "حباً" بمعناه الحقيقي، فالمسمى الذي وصفته بالارتباط الروحي بالفقرة السابقة الذي يترتب عليه الخِطبة والزواج، وما يجسده عندنا جميعاً بمعانٍ كثيرة يختصرها اللسان بالحب، لا يسمى هكذا إلا بالرؤية الصحيحة ويظهر بيانها في وضوح الشمس وفي عز ليلة ليس بها قمر.

ويجب على الجميع أن يشرعوا في بداية هذا العقد بالصدق والأمانة والإخلاص، لا بالتراضي القولي فقط!

فنواة الأسرة هي العقد واستمرارها واستمرار من فيها بالإيمان والإخلاص منذ بدايتها.

عصام الدين جاد

أحبك. . ليست إلا ”عقد” عصام الدين جاد الكلمة أحبك هباء الريح