29 مارس 2024 09:54 19 رمضان 1445
بوابة الكلمة رئيس التحرير محمد خضر

عصام الدين جاد يكتب: أبي.. ورحاب المطر

بوابة الكلمة

والدي الحبيب كم أنت طيب، وكم أنت عظيم، توفيت في يوم من أغلى أيام العمر، يوم تنزل فيه الرحمات في أعز أشهر الدنيا لله تعالي.

كنت طيبًا حنونًا ومعلمًا للجميع، وما أنا إلا نفر ممن يحبونك، علمتني شيئين: أن أنافس نفسي، وألا أضع الضغينة في قلبي من أحد.

وما رأيته من حب جم فيمن عزونا فيك ونعوك ومن حضروا ومن بكوا ومن هاتفونا، وكم قيل عنك من كلام فيه صور من تعاليمك الكريمة لنا.

لا أعرف مع من سأجادل الآن ومع من يصحح فكري. إلا أن تعاليمك ستظل قلمًا لا يجف؛ لأنها كانت خالصة لله.

لا أعلم هل كنت ترتب للرحيل.. كنت تصنع أشياء وكأنك تودع كل ما أحببت، تودع الكتابة والصحافة، لقد صنعت وسهرت علي كتاب أخذ منك الليالي لتخرجه للجميع وكأنك توثق تاريخ بحثك عن المتاعب "ثورة التحليق - ٩٠ عامًا مصر للطيران"، أم أنك رتبت خططك التي استنفدت منك الصحة والمال والجهد والراحة لتكمل ١٠ أعوام كاملة لتستمر تجربتك الجميلة "الكلمة".

إنني لا أجد ما أقوله سوى أنك كنت طيب الجهد والمساعدة لوجه نضالك الشريف الذي لا تبتغي منه إلا الإصلاح والدفاع لأجل فكرك الشريف وقلمك الذي خلدته أحبار الورق وحفر أولا وأخيرا عند رب السماء.

لم أصدق فراقك ولن أقدر على بعدك وستظل بجواري حتى ألتقيك ولكن بجوارك.

سأسمع أحاديثك في صوتك الذي كنت ترسله لي كل صباح لأكمل بها ما بقى في عمري.

عصام الدين هشام جاد أبي ورحاب المطر