29 مارس 2024 06:55 19 رمضان 1445
بوابة الكلمة رئيس التحرير محمد خضر
مقالات

أحمد سليم يكتب: صناع الوعي

بوابة الكلمة


معركة الوعى هى الأهم حالياً.. والفوز فى هذه المعركة هو السبيل لبقاء الأمم .. وتغييب الوعى عند الشعوب أصبح الطريق الأفضل لإسقاط الأمم.. وصناعة الوعى أرى انها الصناعة الأهم التى يجب أن نعمل جميعاً على النجاح فيها .. والوعى هنا ليس الوعى السياسى أو الوعى بحقوق الإنسان ولكنه يمتد ليشمل الوعى الصحى والثقافى والبيئي والدينى .. والمتابع لدعوات الرئيس المستمرة منذ سنوات وحتى الآن لا يخلو لقاء له إلا وطلب الاهتمام بالوعى فى كل الميادين بدء من الدعوة لتجديد الخطاب الدينى وحتى فى قيادة مؤتمر المناخ الذى شهدت مدينة شرم الشيخ فعالياته على مدار الاسبوع الماضى وحتى الآن... وكاى صناعة تأتى صناعة الوعى فهى تحتاج إلى مواد خام ومستلزمات اساسية وتحتاج إلى ايدى عاملة وتحتاج إلى مؤسسات ليكون لدينا منتج نهائي تستطيع تقديمه للمتلقى لنحصل على نتيجة إيجابية.. ومصر الفرعونية وعلى جدران معابدها خطت أولى إرشادات تنمية الوعى .. لاتلوث النهر .. وعى بيئي .. لا تقتل لا تكذب وعى اخلاقى، وعبر التاريخ كان وعى المصريين بقضايا وطنهم هو الواقع لهم من ذوبان الثقافة المصرية.. تعرضت مصر للغزو فى كل العصور لم تذب ثقافتنا ولم تضع قيمنا ولم تتحول لغتنا ..وكما قال عنها ابن بطوطة .. إنها أم البلد قهرت قاهرتها الأمم وصفها الإسكندر بالجنة ووصلها نابليون بالنار ووصفها عبدالله بن عمر بالفردوس حين قال من أراد أن ينظر للفردوس فلينظر إليها حين يخضر زرعها وتنمو ثمارها . مصر منحها الله كل أدوات صناعة الوعى منذ بداية التاريخ .. وحملت جدران معابدها ومخطوطات فراعنها أول الكتابات واقدمها .. فيها نشأت الفنون التشكيلية والنحت والموسيقى وفيها ظهرت ديانة التوحيد وعلى أرضها اول حكومة وأول جيش منظم وأول حدود واضحة بل واول حرس حدود .
على أرضها اول بنايات معمارية ظلت شاهدة على فنها وروعة إبداعات أبنائها.. وأول أدوات الحرب المطورة وأول النظم والخطط الاقتصادية التى وضعها النبى يوسف وعزيز مصر ..هذا التاريخ الرائع والقوى هو أساس وعى المصريين الذى يتعرض منذ سنوات طويلة لمحاولة غزوه وتغييبه حاول الفرنسيون والانجليز سنوات طويلة وفشلوا فنسيت شعوب اخرى لغتها الأصلية.. وتعرضت لمحاولات غزو فكرى متعددة ومتنوعة كلها تهدف إلى انتزاع ريادة مصر وتحويلها إلى دولة تابعة ..غزو وهابي وآخر سلفى وثالث فنى ورابع ثقافى وربيع أسود وطابور طويل من المحاولات ..
كل ذلك يدعونا إلى أن نبدأ حملة قوية لصناعة الوعى والحفاظ عليه .. لدينا المؤسسات الصناعة المدارس والجامعات والكنائس والمدارس ..لدينا الآلاف من هذه المؤسسات لدينا أيضاً أكثر من أربعة آلاف مركز شباب و٥٠٠ قصر ثقافة و٥٠ مركز نيل للإعلام ولدينا عشرات الصحف والقنوات التلفزيونية والشبكات الإذاعية ..لدينا حاصلون على نوبل ومبدعون بقيمة العقاد وطه حسين وهيكل ولدينا أم كلثوم وحليم ولدينا محمد صلاح .. كان لدينا صنايعية ثقافة مثقفون .. بضم الميم ..ولدينا مبدعون.. وكان لدينا قصور ثقافة يقودها سعد الدين وهبة كانت قوافلها تجوب مصر من اسوان لمطروح .. أغلب جيلنا رأى السينما على شاشة بيضاء لم تكن الا ملاءة على حائط ..كنا نعرف أخبار الوطن وجولات الرئيس من جريدة مصر السينمائية وهى تعرض داخل السينما قبل الأفلام.. تعلمنا على يد العريف وحفظنا قواعد الأدب والأخلاق من ظهر كراسات المدارس ..تربى وعينا على اغانٍ وطنية وحصص فى المدرسة للتربية الوطنية ..

مصر لديها المادة الخام لصناعة الوعى ولديها المؤسسات الصناعية لهذه الصناعة ولدينا أسس ومضامين فقط مطلوب أن يبدأ صناع الوعى عملهم .