19 أبريل 2024 02:48 10 شوال 1445
بوابة الكلمة رئيس التحرير محمد خضر
مقالات

أحمد سليم يكتب: السبعينى ورحلة الكتاب

بوابة الكلمة

رحلتى مع الكتاب هى رحلتى مع الحياة ..البداية كانت قصة قصيرة ملونة أخذتها من مكتبة الفصل التى كونها لنا أستاذنا الشيخ فهيم عامر ثم قصص اخرى من مكتبة مدرستى الابتدائية التى كان يشرف عليها الاستاذ عبد العزيز شلبى ناظر المدرسة وكان من ضمن جدول الحصص حصة قراءة أسبوعية وشجعنى والدى بشراء قصص من فرع دار المعارف بطنطا لتنضم إلى مجموعتى من مجلتى ميكى وسمير .. تواصلت العلاقة مع الكتاب بعد التحاقى بالعمل فى هيئة الكتاب وهى فترة من أمتع وأهم فترات الحياة فأنت تعمل فى صناعة الكتاب .. تابعت مئات الكتب فى مراحل الجمع والتصحيح والطباعة وحتى التغليف والتوزيع .. وكنت مسؤلا عن سلسلة من سلاسل مكتبة الأسرة.. وجاءت مشاركتى كرئيس للتحرير لكتاب الكل فى واحد وكان كتابا ضخما تعدت صفحاته الستمائة صفحة من القطع الكبير ..عشت هذه الفترة قارئا وصانعا للكتب وسط جيل من أساتذة الإبداع ..لك ان تتخيل انك تلتقى يوميا بالدكاترة والشعراء والمبدعين سمير سرحان وجابر عصفور وفوزى فهمى ومحمد عناني واحمد عبد المعطي حجازى واحمد مرسى وصفوت كمال وهدى وصفى ونهاد صليحة. وتعمل فى غرفة كبيرة تضم حازم شحاته وعمر نجم. و حسن سرور وعصام عبدالله وسهير المصادفة ومعك جيل من الزملاء والاصدقاء تحتاج العلاقة مع كل واحد منهم صفحات عديدة ..هذه الفترة اعتقد انها كانت من ازهى فترات النشر وأقوى عصور الكتاب ..وكنت اكتب بعض الخواطر فى صحف المجلات عربية او مصرية .. وكانت تجربتي الأولى فى اصدار ضم بعض هذه الخواطر ..قراءة فى عيون حبيبتى.. عن دار اطلس للنشر والتى شرفت بانى كنت احد مؤسسيها فقد كان الناشر عادل المصرى صاحب الدار يعمل فى النشر الإلكتروني ويصدر قاموس اطلس المترجم الإلكتروني الشهير وفى احد الجلسات اقترح الصديق ايمن لبيب عبده الذى جاء إلينا فى هيئة الكتاب قادما من التليفزيون اقترح ان نصدر كتابا مسموعا لم تلق الفكرة قبولا فى الهيئة ليتبناها عادل المصرى ونصدر دواوين الابنودى مطبوعة ومسموعة وكانت تجربة رائعة اتاحت لى فرصة الاقتراب من الابنودى لمدة تزيد على العامين كنت ارافقه خلالها لتسجيل القصائد فى استوديو بالمهندسين قريبا من بيته وهى أيضا من التجارب الثرية فى حياتى .. فالقرب من الخال يجعلك تعيش حالة من البهجة والارتواء الثقافى .. وفى تجربة اطلس ازدادت علاقتى بالكتاب وصناعته وتوزيعه اقترب اكثر من سوق الكتاب العربى والمصري..وخرجت من تجربة اطلس بكتابى الأول وخرج منها حسام حسين ومحمد عبد الرازق ومحمود عبد النبى ليقدموا لسوق الكتاب ثلاث دور للنشر مختلفة التخصص والتوجه ولكنها أثرت سوق الكتاب ..مرت سنوات وانتقلت للعمل بوزارة الإعلام وكنت اواظب على الكتابة وكنت اقرا أيضا لمبدعين بعيدين عن سوق الكتاب ومنهم الاعلامية الصديق كريمة عوض وهى شاعرة رائعة اظن ان لها مدرسة فى الكتابة ولكن طغت شهرتها على الشاشة على تجربتها الإبداعية.. اقنعتها بأن تصدر كتابها الأول واقنعتنى بأن أصدر كتابى الثانى .. سافرت إلى الإسكندرية وفى قرية الشروق وعلى ساحل البحر الذى احبه واعشقه انتهيت من الكتاب ونسيته بعض الوقت وتناثرت الكتابات وغلبنى العمل فى الإعلام عن المتابعة فى الكتابة وتأتى الصديقة والقريبة والاعلامية المبدعة رغدة منير فتسدى لى خدمة جمع المتناثر وترتيبه لاعود مرة أخرى إلى مقهى البارون بكورنيش الإسكندرية اراجع وأنا أحكى للبحر قصة ما كتبت .. والبحر والنيل كان هما أول من استمع لما اكتب .. وعدت إلى القاهرة فيأخذ بروفة الكتاب الصديق الناشر الراحل عبد اللطيف عاشور ويصدر كتاب "امرأة عنيدة" عن دار ابن سينا والناشر الراحل ابن لأسرة تخصصت فى النشر الإسلامي كتبا ومجلات وكان هو الوحيد الذى اتجه للنشر العلمى والادبى ورحل قبل أن يتم حلمه بتحقيق لكتب تراثية وموسوعات علمية وسلاسل كتب للأطفال وبرحيله وسفر عماد ابنه خسر سوق الكتاب دورا مهمة للنشر وان كان ابنه الروحى وتلميذه الصديق سمير الشاهد يواصل التجربة بنجاح ...علاقة السبعينى بالكتب توقفت فترة طويلة فى الكتابة او الصناعة ولكن حتى فى هذه الفترة أصر القدر على ان لايقطع علاقته بالكتاب فتراس جهاز المطبوعات والصحف الأجنبية فكانت سنوات مهمة ورائعة من الاطلاع والقراءة والتواصل مع ثقافات عديدة وايضا فرصة للتعرف على اغلب دور النشر.. بعد سنوات واحداث عاد السبعينى للكتابة وكان الصديق محمد سالم صاحب دار سما للنشر والتوزيع صاحب الفضل فى صدور كتاب قطار الربيع الأسود والذى ضم مقالات وتحليلات لأحداث مؤامرة الربيع .. ويصدر بعد ذلك كتاب صناعة الوعى والتى اعتبرها احد اهم ما يجب أن نقوم به حاليا لحماية وبناء وعى الاجيال الجديد.. ويبدو أن رحلة السبعينى مع الكتاب لم تتوقف فما تقرأه الآن هو جزء من صفحات كتاب تحت الطبع يحكى فيه السبعينى عن علاقته بالأماكن وهى علاقة غريبة يحس فيه بصدق أماكن وقدرة بعضها على الحكى وتاثره بها وتجاربه مع الحياة فيها.

أحمد سليم السبعينى ورحلة الكتاب