25 أبريل 2024 22:47 16 شوال 1445
بوابة الكلمة رئيس التحرير محمد خضر
مقالات

اللواء الدكتور محسن الفحام يكتب: ويبقى العيد عيداً

بوابة الكلمة

أكتب اليوم فى نهاية عيد الأضحى المبارك والذى احتفلنا به وسط اجواء من التوتر والحزن على تلك الجرائم البشعة التى وقعت قبله بأيام قليلة ...ثم جاءت فتنة الحجاب والنقاب والجدل الذى أثير بشأنهما... حتى فى صلاة العيد والجدل الذى أثير حول جواز أن تصلى الزوجة بجوار زوجها صلاة العيد أم لا ثم اتسع التساؤل حول صلاة المرأة بجوار الرجل بصفة عامة....كل هذا رأيناه وعشناه خلال فترة الاستعداد للعيد وكأن هناك محاولات لإفساد الاحتفال به او حتى قتل الشعور بالفرحة والبهجة لقدومه ...ومع ذلك فيبقى العيد عيداً لأنه مناسبة إلهية وردت فى القرآن الكريم فهى ليست من صنع البشر ولكنها من عند رب البشر.
جاء احتفالنا بالعيد ونحن فى حالة من الحزن والقلق بيد اننا كان من اللازم ان يكون الاحتفال بأيام عيد الاضحى هذا العام مختلف عن الاعوام السابقة من وجهه نظرى لإدخال السعادة على قلوب ابناىٔنا الذين يقرأون كل يوم عن حادث هنا أو هناك...كان من اللازم ان ندخل فى قلوبهم الطمأنينة والامان وان يوجههم إلى معانى العطاء والتضحية وان يذكروهم انه مهما اشتدت المحن والازمات فإنه لابد من إنفراجها ولو بعد حين ...كذلك فإنه من اللازم ان نتعلم كيف نساهم فى رفع المعاناة عن البسطاء من الأهل والاقارب ولا نفرق بين ان يكونوا مسلمين أو مسيحيين ...وان الاعمال التى توهب للخير بلا مقابل لابد من جنى ثمارها يوماً ما...والتعاون والتلاحم بين افراد الامة الواحدة هى غاية نسعى جميعاً الى تحقيقها حالياً .
ان بلادنا تتعرض لهجمات شرسة من الخارج وضغوط دولية كبيرة للإنصياع لمطالب تتنافى تماماً مع ديننا الحنيف كالإلحاد والمثلية بالاضافة الى الصعوبات الاقتصادية التى يمر بها العالم ونحن جزء منه...كما نتعرض لمؤامرات داخلية وحملات تشكيك ومحاولات تفكيك لإواصر الدولة ومؤسساتها خاصة الازهر الشريف والكنيسة المصرية وهو ما يدعونا الى ان نتكاتف للتصدى لتلك المحاولات.
لقد تخطينا والحمد لله فتاوى شاذة مثل هل يجوز مصافحة الاخوة المسيحيين فى اعيادهم او اهدائهم بعض الاطعمة واللحوم فى اعيادنا؟... تلك مرحلة اعتقد اننا نجحنا فى وأدها ...ولكن لن ييأس هؤلاء فى البحث عن اساليب اخرى لشق الصف بيننا بأى وسيلة.
جاء عيد الاضحى ونحن فى أشد الحاجة ان ننشر ثقافة العطاء دون مقابل حتى ولو كان هذا العطاء قاصراً على بذل الجهد فى العمل لإنجاز ما نحن مكلفين به مهما كان المقابل فهذا جزء من التضحية ...نحن نحتاج هذه الايام ان نستحضر معانى طاعة الوالدين عندما اطاع سيدنا اسماعيل والده سيدنا ابراهيم عندما رأى فى المنام انه يذبحه وطاعة الله عندما ارتضى سيدنا ابراهيم لقضاء الله.
نحن فى حاجة الى التحلى بتلك المعانى والاخلاق الفاضلة وإستحضارها فى واقعنا وإمتلاك العلم والعمل الدءوب من اجل رفعه شأن الوطن بعيداً عن المصالح الشخصية ...عيدنا هذا العام جاء ممزوجاً بالألم والامل ... وهانحن نتضرع الى الله سبحانه وتعالى ان ينصرنا على كل من يحاول النيل من ثباتنا وإيماننا وارتباطنا بوطننا ودائماً سوف يبقى العيد عيداً بل أعياداً بإذن الله.
وتحيا مصر.

اللواء الدكتور محسن الفحام ويبقى العيد عيداً