19 أبريل 2024 08:09 10 شوال 1445
بوابة الكلمة رئيس التحرير محمد خضر
مقالات

اللواء الدكتور محسن الفحام يكتب: ”العامل المستنير”

بوابة الكلمة

احتفلت مصر منذ عدة أيام بعيد العمال حيث ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسى كلمة فى تلك المناسبة أكد خلالها على الدور الفعال الذى يقوم به عمال مصر الأوفياء لبناء مستقبل الوطن، وفى المقابل ما قامت به مصر تجاه أبنائها من العمال حيث كانوا محل اهتمام القيادة السياسية بحسبانهم الوقود المنفذ للمشروعات القومية الكبرى التى تهدف إلى تحقيق التنمية الشاملة.

لقد شهدت السنوات الأخيرة مؤشرات دالة على الاهتمام والارتقاء بمستوى معيشة العامل المصرى وتحسين دخله خاصة تلك الفئات الأكثر احتياجاً، وذلك عبر العديد من المبادرات الوطنية تحفيزاً لزيادة الإنتاج وتطوير الأداء.

والحقيقة أن ما أريد أن أتحدث عنه اليوم ليس هو ما تقوم به الدولة تجاه عمالها بل إننى أريد أتحدث عما هو أهم... وهو ما يجب أن يقوم به أبناء مصر الشرفاء من عمالها تجاه وطنهم فى هذه المرحلة الصعبة التى تمر بها البلاد.

من المؤكد أن ما حققته مصر من إنجازات خلال الفترة التى تولى فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى إدارة شئون البلاد لم تأت على هوى من كانوا يتصورون أن مصر سوف تسقط وأنها لن تستطيع أن تواجه الأزمة تلو الأخرى، سواء من الإرهاب أو كورونا أو الأزمات الاقتصادية أو الضغوط الخارجية التى تمارس علينا تحت بنود ومسميات مختلفة مثل حقوق الإنسان والحريات بالإضافة إلى أبواق الضلال التى كانت تبث من الخارج وتسيطر عليها جماعة الإخوان الإرهابية ومن يدور فى فلكها... حيث فوجئ هؤلاء بصمود الدولة المصرية بشعبها وقواتها المسلحة والشرطة وأيضاً من المؤسسات الدينية التى كانت داعمة لها.

لم يكن فى مخططات أى دولة فى العالم أن تحدث تلك الأزمة والحرب التى تدور حالياً بين روسيا وأوكرانيا وأنها سوف تستمر طوال هذه الفترة والتى يبدو أنها لن تنتهى خلال المستقبل المنظور.. والتى ترتب عليها ما يشهده العالم حالياً من ارتباكات وأزمات اقتصادية غير مسبوقة خاصة تلك الدول التى كان اقتصادها يعتمد على استيراد بعض السلع الاستراتيجية من هاتين الدولتين...وقد بدأت أبواق جماعات الضلال تعود مرة أخرى لتعزف على نغمة تلك الأزمات الاقتصادية وارتفاع الأسعار مضافاً إليها ملف حقوق الإنسان وسجناء الرأى وغيرها من الملفات السابقة الإعداد، والتى يتم اللجوء إليها كلما سمحت الأجواء بذلك.

من هنا كان لابد لنا أن نخاطب هذا العامل الذى يشكل عماد اقتصاد الوطن والوتد الذى تستند إليه البلاد... ونطالبه بأن يكون على مستوى الفهم والحدث وأن يتصدى لأى محاولة تسعى إلى أن تجعله إحدى وسائل الضغط على الدولة.

إننا فى أشد الحاجة إلى ذلك "العامل المستنير" الواعى الفاهم لكل ما يحاك ضد بلاده وأن يعتبر نفسه جندياً مكلفاً بالتصدى لهذه المحاولات وإجهاضها أولاً بأول.. وفى الوقت ذاته يستمر فى عطائه لبلاده حتى يمكن تجاوز تلك الأزمة العالمية العارضة التى تعصف بمعظم دول العالم والتى لا ذنب لنا فيها وأن يعتبر ما يقوم به من عمل هو أحد ثوابت العبادات فالعمل لأجل الوطن من أفضل العبادات.

من الطبيعى أن يكون العامل المصرى من أهم الفئات المستهدفة من أعداء الوطن وبالتالى فإن علينا جميعاً أن نسعى إلى تحصين هذا الهدف من أى تأثير عليه ونسارع فى الانتهاء من إصدار قانون العمل الجديد وأن نحسن اختيار القيادات العمالية التى سوف تقود النقابات العمالية خلال السنوات القادمة وأن نحتاط تماماً من تسلل أى من العناصر الإخوانية الهدامة التى تسعى إلى خراب القطاعات العمالية من خلال السيطرة على نقاباتها.

إن العامل المصرى يمثل بلا شك قاطرة تنمية الوطن ومن هنا فإن اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى لم يأت من فراغ، ولعلنا نتذكر هنا، على سبيل المثال لا الحصر، ذلك المؤتمر الذى عقد فى 2016 تحت رعايته وشارك فيه جميع المهتمين بصناعة الغزل والنسيج واستمر لمدة شهرين على شكل ندوات أسبوعية شارك فيها قيادات الشركات المختصة بتلك الصناعة ومعهم أكبر الخبراء وأساتذة الجامعات، وخرجت منه العديد من التوصيات التى تهدف إلى النهوض بتلك الصناعة التاريخية... وها نحن نترقب خلال شهر أغسطس القادم بإذن الله أن نرى أكبر طاقة إنتاجية للغزل الرفيع فى العالم تصدر من مدينة المحلة الكبرى لتعيد لمصرنا الغالية تلك الصناعة المهمة إلى سابق عهدها تحت إشراف مباشر من القيادة السياسية التى توقن تماماً أنه لا مستقبل للوطن إلا بعودة الصناعة والقلاع الصناعية فى مختلف المجالات.

لقد رأيت أن أتحدث اليوم عن تلك المناسبة الوطنية تأكيداً على اهتمام الدولة المصرية برجالها من عمال مصر الشرفاء وأيضاً التأكيد على دور هؤلاء العمال خلال المرحلة القادمة وذلك بما يحقق صالح البلاد ومستقبلها المشرق بإذن الله.

وكل عام وأنتم بخير

وتحيا مصر.

اللواء الدكتور محسن الفحام يكتب العامل المستنير الرئيس عبد الفتاح السيسى عمال مصر الشرفاء